الجسر
هذه قصة مثيرة لأخوين متحابان كثيرا و يعيشان في أمان و انسجام تامين.هذان الأخوان يعيشان في ضيعتهما إلى يوم
أنفجر خصــــام بينهمــــــا ،و كانـــــا يــــعيشان بعرق جبينيهمــــا
و ذلك بالمحصول الزراعي الوفير الذي تنتجه ضيعتهما التي كانا يحرثانها معا و يزرعانهــــا مـــعـا ،وهم في بحبحة من العيش الرغيد
تغيرت الأمور فجأة على إثر سوء تفاهم بينهما و شيئا فشيئا
تعمقت الفجوة بين الأخوين و أدى بهما الحال إلى مشاجرة كلامية
حادة كانت سبب المقاطعة في ما بينهما
في يوم من أيام الله ، جاء رجل ، يبحث عن الشغل، فطرق باب الأخ الأكبر لعله يجد عملا و لو أن يقوم ببعض الإصلاحات رغم أنه قادر على أن يعمل أي شيء إذا طلب منه ذلك.
أجابه:نعم لدي عمل لك. في الضفة الأخرى يعيش أخي الأصغر.
منذ أسبوع ،شتمني وجرحني بكلام لا يليق و العلاقة بيننا حاليا متوترة جدا.أريد أن يعرف أنني قادر على الانتقام.بتلك الأحجار هناك ، ابني لي حائطا مرتفعا يحول دون رؤيتي له فإني لا أرغب في أن تراه عيني تماما. أجابه الرجل بالسمع و الطاعةو بعد أن ساعد ضيفه في إحضار الوسائل المناسبة للعمل،غادره مسافرا إلى المدينة المجاورة لقضاء بعض مصالحه
بعد أسبوع كامل رجع الأخ الأكبر من سفره وقد وجد الأشغال قد أنجزت و بتقنيـــــــة عالية...لكن يا لها من مفاجئة...لقد وقــف الرجل مندهشا من ما يرى أمامه مِنْ أمـــر غريب
حينها خرج الأخ الأصغر من منزله مسرعا إلى أخيه ثم قال له مندهشا:تبني بيننا جسرا يربط بيننا رغم إساءتي لك، و الله إني أعتز بك
و في غمرة الاحتفال بالمصالحة، جمع الضيف العجيب أمتعته و هم بالرحيل. هتف الأخوان:
مهلا ،مهلا يا رجل لديك الكثير من العمل هنا
كانت الإجابة: ـ و الله، لقد رغبت المكوث معكم، لكن هناك جسور أخرى يجب بناءها
لنكن جميعا بناة الجسور بين الناس و السعي للإصلاح في ما بينهم من شحناء و بغضاء...فأفضل عمل يقوم به الإنسان هو إصلاح ذات البين.
لا تبنوا أبدا حائطا للتفرقة
لنكن دوما رجالا و نساء نصلح بين الناس و لا نفرق بينهم.
وفقكم الله لما يحبه
! يرضاه